أهمية البترول


تكمن أهمية البترول في عدة نواحي , أبرزها أولآ الناحية الاقتصادية، الناحية السياسية والناحية الحربية مما يجعل هذا المورد يرسم الى حد كبير الخطوط الرئيسية للسياسة العالمية وستزداد اهميتها سنة بعد سنة . ثانيا تظهر اهمية البترول من خاصية الاحكتار الانتاجي واحتلال مناطق محدودة للجزء الاكبر من التكوينات وتحكم عدد محدد من الشركات في الجزء الاكبر من الانتاج والنقل والتكرير وفي خريطة تجارة البترول، واخيرا تخضع دراسة البترول في تحديد مناطق الانتاج ،ثم تنقل الدراسة الى اهمية المورد البترولي وطريقة استغلاله ومراحل الصناعة المختلفة التي تمر بها عملية الانتاج أبتداء من الاستكشاف حتى تصل الى يد المستهلك الاخير في صورة المشتقات والصناعات البتروكيميائية المختلفة، حيث تم إنتاج أكثر من 450 مادة كيميائية مستخلصة أو مشتقة من البترول ،وتستعمل اليوم في تحضير منتوجات عديدة ومختلفة تقدر بما يزيد عن 1500 صنف، لذا يمكن القول بأن منتوجات البترول ذات ضرورة قصوى في متابعة الأعمال السلمية لرفاهية البشرتبداء بعمليات الاستكشاف أ التنقيب ، ثم تنقل الى عدد من المراحل . مرحلة تقدير المخزون البترولي وتحديد خصائصه، ثانيآ، مرحلة عملية الانتاج الفعلي ،وثالثآ، النقل والتكرير والتوزيع. كان الانتاج البترولي في الدول النفطية ومنها الدول النفطية في منطقة الخليج ومنها العراق الذين كانوا لايمتلكون الخبرة او رأس المال أو أسطول النقل او معامل التكرير الأمر الذي ترتب عليهم ( الدول النفطية) من جعل الانتاج بيد شركة او عدده شركات يسهمون فيها اكثر من مالك( الدولة).


فتحت امريكا آبار بترولها لتمويل معاركها ومعارك حلفائها في الحرب العالمية الثانية، وقد أعتمدت قوى الحلفاء على بترول امريكا ومقابل ذلك خطط امريكا برنامجا سريا يركز على تكثيف عملية المرور الى بترول الشرق الاوسط والى أرث امبراطورية الدول الاوروبية الغربية (مثل فرنسا) كله في مختلف انحاء العالم ،وكذلك أرث الدول التي تأثرت ودمرت مدنها واقتصادها وقوتها العسكرية. أحدثت الحرب العالمية الثانية هزة عنيفة في العالم كله وتغيرات جذرية شملت كل انحاء العالم،مما احدثت هزة عنيفة بدوره في فكر العالم وكيانه وتركيباته الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية .برزت قوتات رئيسيتان في العالم هما الولايات المتحدةالامريكية والاتحاد السوفيتي السابق . ظهرت في الافق الشواهد التي تؤكد على ان تلك القوتين سوف تبداء في أخذ مواقع جديدة في العالم بفعل هذا التغير الجذري في موازين القوىالذي تيطلب بدوره ضرورة تغيير ميزان توزيع الموارد الطبيعية في العالم( منابع البترول في المرتبة الاولى) ، توزيع الموارد الطبيعية بينهما كانت غير عادلة مما حدث تنافسا وصراعا حادا بينهما .برزت ملاحم هذه التغير بعد الحرب مباشرة ، حيث حاولت كل من تلك القوتين من ان تسيطر على منابع الموارد الطبيعية ومنها البترول وكان لكل منهما مشروع خريطة لخطوطه وحدوده.لقد أتفق القطبان في مؤتمر ( يالطا)أن تكون اوربا الشرقية في دائرة نفوذ الاتحاد السوفيتي بنسبة100% ، واوربا الغربية في دائرة نفوذ الولايات المتحدة بنسبة 100% ،كما اتفقا على ان يكون النفوذ في البلقان بنسبة 50%لكل من الطرفين ، أما بالنسبة للشرق الاوسط( منابع البترول) أعترف كل طرف بمصالح مشروعه للطرف الاخر في هذه المنطقة الغنية بالبترول ، وكانت امريكا ترى في مخططها ان منابع البترول في منطقة الشرق الاوسط هو من نصيبها بأعتباها وريثة اوربا الغربية

طلب روزفلت اعادة تقسيم بترول الشرق الاوسط الذي كانت بريطانيا تسيطر على معظمه،وقد كتب روزفلت خطابا الى تشرشل يقول له فيه( انني لا انظر بعين الحسد الى امتيازات النفط البريطانية في الشرق الاوسط ولكني لا اخفي عليك ان الظروف المتغيرة في العالم أصبحت تفرض على الجميع ميزانا جديدا-للعدل- في توزيع الموارد الطبيعيية). سارع روزفلت في عام 1945الى اللقاء بقادة الدول الغنية بالنفط في منطقة الشرق الاوسط, تمهيدا لأعلان قرار امريكا السياسي حول منطقة الشرق الاوسط ، وجهت بعدها وزارةالخارجية الامريكية مذكرة رسمية الى الخارجية البريطانية يتلخص مضمونها في رغبة(توقف التدخل السياسي البريطاني الذي يعرقل امريكا عن امتيازات بترولية في المناطق التابعة للسيادة البريطانية، زيادة معدل استغلال البترول في الشرق الاوسط حتى تتمكن امريكا من خفض نسبة الاستغلال لبترولها لكي يظل هذا البترول المختزن احتياطا موفرا للمستقبل، توصيل منابع البترول وبخاصة السعودية والعراق الى مياه الخليج او الى البحر الابيض المتوسط بواسطة خطوط أنابيب نقل البترول)،كما سارعت امريكا في السيطرة على طرق المواصلات من خلال الحصول على حقوق مرور في دول (الدول المنتجة للبترول ومنها العراق) خاضعة للنفوذ البريطاني

سعت وتسعى الولايات المتحدة الامريكية للسيطرة على اركان الاقتصاد العالمي لأهداف اقتصادية وسياسية واستراتيجية، وفي مقدمة هذه الاركان هي الطاقة ومصادرها ( النفط) من خلال ايجاد حلفاء لها تؤمن من خلالها السيطرة على منابع النفط وطرق امداده ووصوله الى الاسواق العالمية بأسعار مناسبة،لاسيما بعد احداث 11 سبتمبر2001 وفي الوقت الذي يتوجه العالم نحو النظام العالمي الجديد الذي بحاجة الى ديمومة التطور الاقتصادي في العالم والذي لا يمكن تحقيقه إلآ بتأمين مصادر تمويله ( مصادر الطاقة) ومنها النفط بالدرجة الاولي الذي يتواجد أغلب منابعه النفطية في الدول النامية- العالم الثالث( دول منظمة اوبك 87,7%) وفي (حوض بحر قزوين ، روسيا الاتحادية ، كندا، المكسيك ،الولايات المتحدة وغيرها من الدول) التي لاتزيد احتياطها الكلي عن 23% من الاحتياط العالمي للنفط . يقدر الأحتياط النفطي للولايات المتحدة بحوالي( 22مليار برميل), اي حوالي 2% من الاحتياط العالمي للنفط ويتراوح مخزونها الاحتياطي مابين (700-600 مليون برميل ) والتي تستعمل في الازمات النفطية حيث يمكن ان تسد الفراغ اذا لم تستمر الازمة اكثر من شهر.
القيادة الامريكية الحالية قادمة من الاوساط النفطية وتعرف اهمية النفط الاستراتيجية جيدا وتحيط بعلاقات متطورة مع اوساط الصناعات النفطية العالمية ، بالرغم من ان لواشنطن تاريخ متوتر مع اوبك إلآ انها تمكنت خلال العشرون سنة الاخيرة من انشاء علاقات وطيدة مع ابرز الدول ذات الاحتياط النفطي الهائل , واهم دول اعضاء منظمة اوبك هي ( المملكة العربية السعودية ، الامارات العربية المتحدة ،الكويت) ،وحان الوقت مع العراق الجديد، وذلك من خلال تبني انشاء نظام ديمقراطي حليف لها ،تنطلق مواقفهما من المصالح المشتركة بينهما ،ومن ابرزها ايجاد الفرص الجيدة للشركات النفطية الامريكية من السوق النفطية العراقية التي كانت تحت سيطرة روسيا الاتحادية وفرنسا قبل سقوط النظام

ليست هناك تعليقات: