تاريخ البترول


ورد في التاريخ القديم أن سفينة نوح عليه السلام قد تم تغطيتها من الداخل والخارج بالقطران-القير الاسود، كما كان الفراعنة يستخدمون نوعا من البيتومين في تحنيط جثث موتاهم لحفظها من التحلل ، واستخدموا البترول في الأضاءة بدليل العثور على مصباح قديم به بقايا جافة من الزيت الخام في مناجم الذهب بوادي الحمامات في مصر،واستخدموا البترول كدواء للأمراض الجلدية والروماتيزم وآلآم الأسنان والقروح والحروق، واستخدموا في الحروب( النفط الحارق) كسلاح، كما عرف البترول في العراق ومصر ومنطقة الجزيرة ؛حيث وصف الرحالة الايطالي( ماركو بو) كيف كان البترول ينقل على ظهر الجمال من مناطق بحر قزوين الى بغداد للأتجار فيه.
 
ان حاجة الانسان الى مصادر الطاقة وتنوع إستعمالاتها قد ادت الى الاهتمام بالمناطق التي تتواجد فيها تلك المصادرخلال تاريخ نشوء الامارات والامبراطوريات التي نشبت خلالها حروب وغزوات وجدت خلالها الكثير من المصادر الطبيعية،منها (ينابيع المياه المعدنية ومنابع الرشوحات النفطية) ، إستقرت قوات الغزات على مواقع تلك المصادر واستعملوها( كوسائل لمعالجة الامراض والاوبئة) .وكانت كردستان واحدة من اهم المناطق الغنية بتلك المصادر مما جذب إنتباه الغزات والمحتلين اليها، لاسيما خلال حكم الامبراطورية العثمانية ، مع نشوء وتطور الثورة الصناعية في أوربا لفت إنتباه تلك الدول الصناعية البحث عن النفط في منطقة الشرق الاوسط بحكم علاقاتهم مع الدولة العثمانية وزيادة اهتمامهم في توسيع التجارة التي دفعتهم الى إنشاء طرق المواصلات تربط الاقاليم بعضها البعض


تعود إكتشاف البترول الى عام 1859 الذي تم فيه حفرأول بئر بترولي في الولايات المتحدة الامريكية في بنسلفانيا على يد( ادوين دريك)، وقد تطوراستعمال البترول بعد ذلك وخصوصآ بعد أن تم إختراع آلة الأحتراق الداخلي في عام 1908 وأصبح البترول يستعمل لتسيير السيارات ، وانتشرت تلك المحركات بسرعة فائقة. وبدخول العقد الثاني من القرن العشرين خطا الانسان بالبترول ليدخل به عالما جديدا في القوة والسيطرة، ففي صيف 1914 تحولت البحرية البريطانية بالكامل الىالبترول، مما أدى الى تحول الحرب العالمية الاولى الى حرب بين الانسان والآلات بفعل البترول هذا يرجع الى اهمية البترول الى درجة أن وصفه رئيس الحكومة الفرنسية أنذاك بان ( كل قطرة من البترول تعادل قطرة من الدم). 
 
كان تاريخ البترول ومسيرته خلال القرن العشرين بكامله عالم يفيض بالأحداث ويرتبط أرتباطا وثيقآ بالصراعات . البترول هو أهم موضوع في عالمنا المعاصر سياسيآ واقتصاديا وسيظل للبترول دائما الكلمة العليا في صراعات العالم السياسة والاقتصادية، لقد نجح البترول بخصائصه الفريدة ليغزو العالم والسيطرة عليه ، ووهب البشرية حياة جديدة. سيطرة الانسان على البترول في مراحلة البدائية للأستعمال وعندما تطورت صناعة البترول وفتحت له الاسواق العالمية أصبح الأنسان أسيرآ في إحتياجاته ومتطلباته خاضعآ للبترول، إضافة الى المضاعفات التي نجمت من التدخل المفرط للبشرية في الطبيعة من استغلال الموارد الطبيعية ومنها البترول الذي ادى الى اختلال نظام التوازن البيئي لكوكب الارض، حيث تشير العلماء بان( النظام الايكولوجي للأرض كان في توازن من خلق الخالق لصالح الانسان وكان الارض في تناسق ودقة محكمة تتناسب وحياة الانسان والحيوان والنبات على سطح الارض رغم الاعاصير والبراكين والزلازل وما طرأ على الارض خلال تاريخ تطورها ، وتجئ ذلك كله بأمر من الخلاق العليم جل جلاله وهو القائل في كتابه عز وجل( إنا كل شئ خلقناه بقدر)سورة البقرة: الآية 49 . 
 
لقد تغيرت نمط الحياةعلى الارض واصبحت البشرية تعتمد على البترول ومشتقاته في سبيل الحياة حتى في توفير الغذاء مما جلب مع هذا التغير مخاطر كثيرة تهدد صحة الانسان والبيئة ومصادر الحياه( الماء، الهوا والتربة) بفعل تعمق مخاطر تلوث البيثة نتيجة الاستخدام المفرط لمصادر الطاقة ومنها البترول ، وفي نفس الوقت يتواجد تحديات خطير قد تؤدي ذلك الى تراجع الاقتصاد العالمي وبالتالي تراجع مسيرة تطور الحياة البشرية ، وهذا ما يدعونا جميعا وخاصة المهتمين بأهمية ومخاطر وتحديات البترول في الوقوف عليه بجدية من أجل استغلال البترول بشكل يؤمن ضمان تطور التنمية المستدامة

ليست هناك تعليقات: