لغز الظلام

 هندسه وفزياء
السماء والظلام الموجود ليلا هل هو شيء مفهوم ام انه لغز 




 

بدات المشكلة عام 1610 عندما حيرت هذه المفارقة الفلكي الألماني  يوهانز كيبلر فالعالم من
حولنا يعج بالعديد من النجوم فحتى لو كانت في مثل حجم الشمس لكان من المفروض ان تسطع السماء طوال الوقت ولنتهت الحياة على الأرض خلال ثوان ولتبخرت المحيطات في دقائق بل حتى الأرض ذاتها سوف تتفتت خلال ساعات ولكن العالم كيبلر لم يجد حلا لهذه المفارقه . نفس المشكلة ناقشها بعد ذلك بسنوات العالم الفلكي شيسو واعلن ان الظلام ليلا هو نتيجة لامتصاص ضوء النجوم أثناء انطلاقها من قبل الأتربة والأغبرة الكونية المنتشرة في فضاء مابين النجوم , ولكن لم يلقى هذا التفسير أي قبول


في عام 1900 أعلن العالم الألماني ماكس بلانك الذي شغلته هذه المشكلة ان الضوء لا ينبعث من النجوم بشكل مستمر بل بشكل متقطع عبارة عن دفعات أطلق عليها الفيزيائيين اسم كمات وهو الفوتون الضوئي .

 

في عام 1929 أعلن الفلكي الأمريكي إدوين هوبل ان الكون يتمدد ويتسع في كل اتجاه مستدلا بذلك أن أضواء النجوم البعيدة تصبح حمراء اللون فيما يعرف بـ ( الإزاحة الحمراء ) .اي عندما تبتعد الاجسام عن نقطة معينة فإن موجات الضوء الصادرة منها تزداد طولا وكلما زاد طولها كلما أصبحت تميل للون الاحمر حتى يصل الامر ان تصبح أشعة الضوء الصادرة من الجسم أشعة تحت الحمراء والاشعة تحت الحمراء لاترى بالعين المجردة كما نعرف. وبما أن هذا الكون من حولنا بما فيه النجوم يتسارع من حولنا, أصبحنا لانرى الأضواء الساطعة الصادرة منها, ولذلك تبدو السماء سوداء مظلمة ليلا
 

بعض العلماء في نهاية القرن العشرين افترض وان الكون استاتيكي فكانت المفاجأة ..... الظلمة أســاس الكون 


 يقول د. الفندي( خبير الأرصاد الجوية) إن ضوء الشمس غير المباشر لا يمكن رؤيته إلا أن يتشتت أو ينعكس على الأجسام، وبسبب وجود جزئيات الهواء والماء والغبار العالق بالهواء يتشتت ضوء الشمس فتظهر القبة الزرقاء وهي ليست سوى ظاهرة ضوئية تتعلق بجو الأرض. وبسبب الإنعدام النسبي لتلك الجزئيات في الفضاء خارج غلاف الأرض رغم توفر ضوء الشمس تظهر السماء لرواد الفضاء مظلمة كليل دائم حالك السواد، ومن المدهش أن بسبق القرآن الكريم ويجعل للسماء ليلاً دائما بل وصفه بأنه حالك السواد..

يقول العلي القدير: {أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا. رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا. وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا} (النازعات: 27:29)
 

إن السماء وفق السياق تعبر عن فضاء الكون بأجمعه لأن النص يتعلق بوصف مراحل بناء الكون ونشأة مجموعات الأجرام فيه المعبر عنها بالتسوية عقب عملية التوسع الكونى المعبر عنها برفع السمك أى زيادة الثخانة وقد جعل القرآن الكريم للسماء ليلاً لأن الضمير فى قوله تعالى (ليلها) يعود بالتأكيد على السماء وإذن فالآية تتعلق بليل السماء الدائم المعبر عن الفضاء بأجمعه وليس ليل الأرض الذى يعقب غروب الشمس ونحن لا نعرف من الليل سوى الظلام.
 

قال المفسرون: وقوله تعالى (أغطش ليلها)

 أى جعل ليلها مظلماً أسود حالكاً (ابن كثير في تفسير القرآن العظيم 4/500 وبمثله قال ابن فارس في مقاييس اللغة 4/429 وابن منظور في لسان العرب 6/324) يعنى جعله أشد سواداً ولا يتم ذلك إلا بكنس الغبار بين الأجرام الأولية بسبب جاذبيتها وانكماش مادتها وقوله تعالى "أخرج ضحاها " أى أبرز ضوء شمسها(زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي 9/22، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 19/204 تفسير الفخر الرازي 31/47) أضاف ابن تيمية قائلاً: أى النور والحرارة جميعاً (ابن تيمية في مجموع الفتاوى 16/229).

ويعنى ذلك أنه عقب عملية كنس المادة فى الفضاء وانكماش مادة الأجرام تحت تأثير جاذبيتها بدأت الشمس فى إصدار الضوء مؤخراً خلال تاريخ نشأة الكون وتلك النتيجة هى محصلة معارفنا اليوم. والمدهش أن تكون الشمس بازغة على الدوام فى فضاء الكون رغم سيادة الليل الشديد الظلام ليغشى كل الأجرام كلباس يكسوها من كل جانب فتبدو كنقاط لامعة فوق خلفية سوداء قاتمة، ولكن القرآن الكريم يسبق فى وصف ذلك الليل الدائم بأنه لباس أى يماثل الكساء الخارجى الذى تغطيته فى الفضاء لعموم الأجرام

والله اعلم واقدر







ليست هناك تعليقات: